الحارة المصرية ثرية بالتفاصيل الفنية والقيم الجمالية .. وجمعت لوحاتي في متحف أتمنى أن تراه الأجيال المختلفة
- الحركة التشكيلية مزدهرة في الوطن العربي .. وشباب الفنانين لديهم أفكار مميزة
يعتبر الفنان جورج البهجوري الذي يحتفل هذا العام بعيد ميلاده التسعين، واحدا من الرواد والمجددين والفنانين الأكثر نشاطا في الحركة التشكيلية المصرية والعرببية وفن الكاريكاتير، نظرا لما يحمله من شغف بالفن طوال الوقت، فهو دائما يسعى للجديد والغريب والمغاير للمألوف، وهو ما يتضح في عمق لوحاته التي تحمل موضوعات شيقة وغرائبية من الحارة المصرية ومن القرية بأبعادها المختلفة وأيضا من زمن الفن الجميل وعشقه الشديد لأم كلثوم، واعتياده على رسمها في أكثر من لوحة ، وأن تمثل جزءا من أي معرض يقيمه.
التقينا البهجوري خلال افتتاح معرضه الأخير في جاليري بيكاسو والذي ضم لوحات متنوعة من مشواره الفني وكان معه هذا الحوار .
- ما الذي يمثله هذا المعرض بالنسبة لمسيرتك الفنية الطويلة؟
- الحقيقة هذا المعرض فيه منتخبات ومختارات من مراحل مختلفة من مسيرتي الفنية، فهناك لوحات يعود عمرها لـخمسين عاما، وهناك لوحات أخرى جديدة رسمتها تأثرا بمشاهداتي اليومية، وبالأحداث الكثيرة التي عايشتها وأثرت فيّ بطريقة أو بأخرى .
- هل هناك تجربة مميزة استدعت أن ترسم بعض لوحات هذا المعرض أو جانبا كبيرا منه؟
- بالفعل كانت هناك فرقة موسيقية انضممت إليها في جولاتها المختلفة وتأثرت بهم وطريقة عزفهم، وسافرنا معا إلى أكثر من مكان إلى أفراح وإلى حفلات في دور الأوبرا الأوربية، أحد الأشخاص ويدعى ” ميشيل” عزمني وعزم فرقة كاملة على احتفالية كبرى، شاهدت في هذا الحفل مشاهد متنوعة وقررت أن أرسمها، وبالفعل كونت ألبوما من هذه الحفلة وكان هو بذرة معرضي الأخير، رجعت إلى حالة الاسكتش التي مر عليها زمن، كان هذا الأمر من خمس سنوات تقريبا، لكن ظلت التجربة مختزنة كشحنة فنية داخلي حتى ظهرت في لوحات معرضي الأخير .
- هل العودة للاسكتش دعم تجربتك المميزة في الرسم بالخط الواحد ؟
- نعم ولكن تجربة الخط الواحد خاصة بالبورتريه فقط، وليس اللوحات العامة التي تحمل موضوعات متشابكة، وهي غالبا ما تكون اسكتش لبورتريه، فمن الصعب تنفيذ هذه الطريقة في اللوحات الكبيرة أو وسط تناغمات لونية بعينها أريد من خلالها توصيل إحساسي بالمشهد أو القضية أو الموضوع الذي أرسمه.
- الحارة المصرية بتفاصيلها المختلفة والحميمة كيف ترصدها في أعمالك الفنية ؟
- الحارة موجودة بكثافة في أعمالي الفنية فهي جزء من حياتي اليومية، كل يوم أذهب إلى المرسم أشاهد الحارة التي يقع فيها مرسمي، وآخذ منها مشاهد متنوعة أحولها إلى لوحات فنية، لذلك ضم معرضي الأخير الكثير من اللوحات تعبر عن الحارة عن الأطفال الذي يلعبون في الشوارع، وعن الكثير من المفردات الشعبية الموجودة حولنا، التي تحمل عبق الماضي، وتذكرنا بالعديد من القيم الجميلة والمشاعر الحميمة التي كانت سائدة بين أبناء الحارة المصرية بطابعها الأصيل.
- في عيد ميلادك التسعين كيف تنظر لمشوارك الفني بأبعاده المتعددة وتجاربك المختلفة وشغفك بالفن ؟
- شغفي بالفن لا ينتهي ، وبالنسبة لمسيرتي الفنية فقد جمعت معظم لوحاتي ووضعتها في متحف، اشتريت منزلا وحولته إلى متحف يضم ما لدي من اعمال فنية، وضم حتى الآن حوالي 150 لوحة، وأتمنى أن تشاهد الأجيال المختلفة هذه اللوحات لما تمثله من تجارب متعددة ومغامرات فنية في مراحل مختلفة من حياتي .
- لماذا نجد أم كلثوم حاضرة في كل معارضك تقريبا .. ما الذي تمثله بالنسبة لك ؟
_ زمان عندما كنت أستمع إلى أم كلثوم بما تغنيه من أغاني فيها الحب واللوعة والهجر كنت أبكي ، وظلت راسخة في وجداني باعتبارها دليل على الشجن والمشاعر النقية التي صاحبتني في بداية مشواري، لذلك فقد شكلت أم كلثوم جزءا من وجداني، فعلت ذلك مع أجيال كثيرة، فهي منبع للفن لا ينتهي ، لذلك يتصاعد شغفي برسمها طوال الوقت وفي حالات مختلفة وبطرق متنوعة.
- المرأة موجودة في أعمالك بكثافة ، فما رمزيتها ولماذا هذا الحضور الطاغي لها ؟
_ طبعا المرأة تمثل نصف الوجود فهي الأم والابنة والحبيبة والكثير من المعاني تكمن في حضور المرأة ، وأرى أن وجودها لا يرتبط فقط بالحالة الإنسانية أو الاجتماعية التي تمثلها، ولكن لها أبعاد فنية مختلفة حاولت بقدر المستطاع رصدها في أعمالي من خلال تنويعات لأدوارها المختلفة في المجتمع، ولكن بطريقة فنية أو بطريقتي الخاصة وكما أراها وما تمثله بالنسبة لي من معاني الحب والجمال .
- كيف ترى الحركة التشكيلية في مصر والوطن العربي ؟
_ أراها مزدهرة بشكل كبير، فهناك الكثير من الفنانين الشباب يقدمون تجارب متنوعة، تحمل ملامحهم وأفكارهم وسماتهم الخاصة، وتبشر بوجود روح مختلفة لدى شباب الفنانين في الوطن العربي.
اترك لنا تعليق