يجدد الكاتب الصحفي والفنان جمال فهمي مسيرته التشكيلية بمعرضه الجديد الذي اختار له عنوان ” العالم في فوضاه” والمقام في جاليري بيكاسو من 22 أكتوبر حتى 5 نوفمبر، ليسجل ملامح فوضى العالم عبر لوحات تتسم بالطابع التجريدي في معظمها، بالإضافة إلى أعمال تسجل أشكالا متكررة في الخطوط المتعرجة والألوان التخليقية المختلطة والمتنوعة بين الرماديات واللون الأحمر، وكأنه من خلالها يحاول أن يسجل التراتبية النمطية لبعض الظواهر الكونية التي تغلف الوجود .
فلسفة المعرض تنبني على رؤية الفنان لحقيقة الكون بمداه الشاسع وتفاصيله اللانهائية، في محاولة منه لرصد تأثير هذا الفضاء الممتد على الروح البشرية التي تكاد تكون ضائعة أو غير مرئية وسط هذا الوجود، يستخدم الفنان ألوانا باردة وحركية في معظمها مثل الأزرق والرمادي، بينما تأتي الألوان الساخنة مثل الأحمر والبني في لوحات تصور ما يمكن اعتباره انفجارا كونيا أو ظواهر للتفاعلات النجمية في الكون الفسيح.
الحس التجريدي الذي ينطلق من خلاله الفنان يؤكد أن الرؤية الفلسفية هي الهدف المركزي للأعمال، فهو يسعى لطرح أفكار تعبر عن رؤيته للعالم وللوجود ولإحساس الإنسان بهذا الوجود ووقعه على روحه وخياله، من هنا يمكن أن تنشأ العديد من التفسيرات وتتنامى الأخيلة التي تحتشد بها اللوحات، فهو لا يوجه أو يحدد الأفكار التي يطرحها عن فوضى العالم بطريقة محددة، بقدر ما يسعى لتقديم تلك الفوضى من وجهة نظره عبر اللون والفراغ والتناغم بينهما، والحوار الصامت بين الكتل اللونية المرسومة بضربات فرشاة جريئة وتحمل روح المغامرة، أو بين عناصر التكوينات المتكررة بنمط معين في بعض اللوحات.
يحمل هذا المعرض روح الاكتشاف والرغبة في سبر أغوار الكون وتقديم ملامح الفوضى التي تتجلى مظاهرها في كل تفاصيل عالمنا المادي، ولكن عبر لوحات المعرض يبدو الحس الروحي والبعد الفلسفي هو الطاغي والمهيمن على رؤية الفنان.
” العالم في فوضاه” هو المعرض الفردي الرابع للفنان جمال فهمي، الذي يقدم حالة فنية مختلفة ومميزة تعبر عن إمكانية مشاركة الأفكار المختلفة بين الجموع، والتأثير فيهم وفقا لما يطرحه الفنان من رؤى.
اترك لنا تعليق