من النادر أن تجد معرضا فنيا يكرس لوحاته لبيئة او لمنطقة أو حالة بعينها، هذا ما حققه الفنان محمد عبد الجليل في معرضه ” الواحة” الذي أقامه في قاعة آرت كورنر، وتضمن المعرض العديد من مشاهد الحياة اليومية في الواحات، بما فيها من أزياء مميزة ووجوه مصرية أصيلة وأجواء من الرضا والفرح والسعادة، وغالبا في خلفية المشهد او اللوحة هناك مساحة من البراح الذي يهدئ النفس ويطمئن الروح .
الألوان التي استخدمها الفنان تراوحت بين الألوان الباردة مثل الأزرق والساخنة مثل الأحمر ، وكأن هناك رغبة في تحقيق التوازن بين المستويين الأشهر في الألوان ، ليشكل بهما الفنان حالات إنسانية سواء في البورتريهات التي قدمها أو في المشاهد الحركية مثل الفتاة التي ترتدي الزي الشعبي الأزرق وموجودة في أكثر من عمل، وكأنها أيقونة لنساء الواحة .
وكذلك تأتي اللوحات المستقاة من الحياة اليومية مثل مشهد السوق أو بائع الخضر والفاكهة ، وهي لوحة مشحونة بالتفاصيل الحركية والملامح المميزة لأهل الواحة .
اختار الفنان وجوها مميزة جدا لتكون موضوعا للبورتريه الذي قدمه في عدة لوحات لرجال ونساء تعبر ملامحهم عن الروح المصرية والملامح المصرية الأصيلة ويبدو عليهم تأثير عوامل الزمن والبيئة الصعبة التي يعيشون فيها، ورغم ذلك يبدو الرضا والسعادة والبهجة مسيطرة على الملامح وعلى تعبيرات الوجوه .
يعتبر هذا المعرض حالة فنية لها طابع خاص، فهي ترصد مجتمع بعينه وتغوص في هذا المجتمع لتستخرج كل تفاصيله بطريقة فنية مميزة وعبر استخدام الخط واللون والشخوص كمادة أوليه لموضوع اللوحات، كذلك ياتي المكان كبطل ثاني عبر البيوت والشوارع والطبيعة المميزة لمباني الواحة التي تم تصويرها فنيا كانعكاس للواقع .
اترك لنا تعليق