المدرسة الكلاسيكية

لوحة الجيوكندا لليونادرو دافنشي

 

 

تعتمد المدرسة الكلاسيكية في الفنون التشكيلية على نقل الواقع مباشرة، مع مراعاة النسب والأبعاد الطبيعية للجسم المنقول في العمل الفني، سواء كان لوحة تصويرية أم عملا نحتيا، ومن المؤكد أن تاريخ هذه المدرسة موغل في القدم ، حيث يعود إلى الحضارات القديمة في مصر وبابل واليونان وغيرها من الحضارات التي اهتمت بتصوير ونحت البشر والآلهة على حد سواء.

معنى الكلاسيكية ليس بالضرورة أن يكون القديم كما هو شائع، بل هي في الأصل كلمة يونانية تعني النموذج المثالي، وقد أطلقوا هذه التسمية على فنونهم التي تطمح لتقليد النموذج والمثال الذي يجب أن يكون عليه الشئ في صورته الأولى في الطبيعة، وهذه المدرسة ينتمي إليها إنتاج الحضارات اليونانية والرومانية القديمة ، وقد ظهرت دعوة في عصر النهضة بأوربا لاستدعاء هذا الفن مرة أخرى ومحاكاته ليشكل نهضة فنية موازية للنهضة التي شهدتها إيطاليا آنذاك في كل المجالات، وبالفعل ظهر فنانون كبار مازالت أسماؤهم تعبر عن الأصالة والتأسيس الأولى للفنون الحديثة، منهم ليوناردو دافنشي ( 1452 – 1519 ) الذي كان متعدد المواهب والاهتمامات بين الرسم والنحت والعمارة والاختراعات الكثيرة ليكون بمثابة النموذج المثالي للفنان الموسوعي في عصر النهضة الأوربي، وترك لنا العديد من الأعمال المهمة والمميزة من بينها الجيوكندا – الموناليزا ، التي يحتفي بها الفن العالمي طوال الوقت.

ومن رواد الفن الكلاسيكي الحديث أيضا في عصر النهضة النحات مايكل أنجلو ( 1475 – 1564 )  صاحب تمثال موسى وتمثال داود اللذين يعتبران من التحف الفنية النادرة في عصر النهضة، بالإضافة إلى رسمه سقف كنيسة سيستاين كجدارية عظيمة هائلة بها قصة سفر التكوين ويوم القيامة وفقا للتصورات اللاهوتية، وتأثر معظم الفنانين الكلاسيكيين بهذين الفنانين بشكل كبير، ومازال الاتجاه الكلاسيكي موجودا حتى الآن رغم توالي وتتابع الاتجاهات الفنية الحداثية، إلا أنه يستهوي الكثير من الفنانين الذين يعتبرونه الطريقة المثالية لتقديم الفن، والتي تعبر عن روح الفن باعتباره ينقل الواقع ويجسده ، وكلما اقترب النقل والتجسيد من الطبيعة كلما كان ذلك دليلا على براعة الفنان وأقرب إلى تصورات عموم الجماهير .

+ مقالات

اترك لنا تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني